الكلفينية و2 بطرس 2: 1؟
الترجمة الأدق:
وَلَكِنْ، كَمَا كَانَ فِي الشَّعْبِ قَدِيماً أَنْبِيَاءُ دَجَّالُونَ، كَذَلِكَ سَيَكُونُ بَيْنَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً مُعَلِّمُونَ دَجَّالُونَ. هَؤُلاَءِ سَيَدُسُّونَ بِدَعاً مُهْلِكَةً، وَيُنْكِرُونَ السَّيِّدَ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ لِنَفْسِهِ. وَبِذَلِكَ يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ دَمَاراً سَرِيعاً. (ترجمة كتاب الحياة)
(قارن بين استخدام كلمة "سيد" بدلاً من "رب" في الترجمات التالية ASB, Darby, ESV, HCSV, ISV, NET, NLT, WEV, YLT، إلخ).
كان المعلمون الدجالون الكذبة موجودين بالفعل في الكنيسة المنظورة (انظر أدناه) (2 بطرس 2: 13 ولاحظ الزمن المضارع للأفعال في 2 بطرس 2: 17، 3: 5) كان المصطلح اليوناني بدع/هرطقات يشير في الأصل بالمفهوم المحايد إلى المجموعات أو الطوائف، وكان يستخدمه بولس للإشارة إلى المجموعات التي تسبب خلافات ("تحزبات" غلاطية 5: 20). إلا أنها، وبشكل سريع، أصبحت تشير إلى التعاليم المحددة لتلك المجموعات التي حادت عن الإنجيل الحقيقي. هنا كان المقصود في الغالب التعاليم المختصة بالسلوك المسيحي - السلوك الذي وضع المعلمين تحت الدينونة الأخروية (2 بطرس 2: 3). انظر إقرار إيمان وستمنستر 23: 4.
إن عبارة "يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ" يتم تفسيرها بشكل خاطئ في الكثير من الأحيان (قارن مع يهوذا 1: 4). بعض المفسرين مثل هنري ألفورد Henry Alford يتمسكون بأنه "لا يمكن أن يوجد تأكيد على الفداء الكلي لجميع البشر أوضح من هذا" (Alford's Greek Testament: An Exegetical and Critical Commentary, 5th ed., 4 vols. (1875; Grand Rapids: Guardian, 1976), vol. 4, pt. 2, p. 402). إلا أن رؤية أن هؤلاء يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ "هَلاَكًا سَرِيعًا" (2 بطرس 2: 1) يكشف أنه لا يمكن لهذا أن يكون هو المعنى الحقيقي، لأنه إن كان يسوع قد أعطى لهؤلاء المعلمين الكذبة الحياة الأبدية، ما كانوا ليسقطوا أبدًا، لأن الأشخاص الذين أعطاهم يسوع الحياة الأبدية "لَنْ تَهْلِكَ" (يوحنا 10: 28؛ انظر أيضًا رومية 8: 29-30، 32-35؛ أفسس 1: 3-14). انظر "مثابرة وحفظ المؤمنين: هل يمكنني أن أخسر خلاصي؟" و "خسارة خلاصك" أدناه.
وبالتالي، فإن بطرس لم يقل إن هؤلاء الذين مات المسيح لأجلهم يمكنهم أن يخسروا خلاصهم بالفعل (يوحنا 10: 28-29؛ رومية 8: 28-39).
ما معنى جملة "الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ"؟
1- جماعة العهد:
من الممكن أن هؤلاء المعلمون الكذبة قم تم شراءهم بمعنى أن ارتباطهم بالكنيسة وفر لهم الهروب من فساد العالم. توضح 2 بطرس 2: 20 هذه الفكرة بالقول: "لأَنَّهُ إِذَا كَانُوا، بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ الْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضًا فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ الأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ الأَوَائِلِ." (انظر أيضًا الملاحظة المختصة بحام في "كَارِزًا لِلْبِرِّ – 2 بطرس 2: 5" وزوجة لوط في "لوط البار – 2 بطرس 2: 7-8").
إذًا، فالمعلمون الكذبة في الكنيسة، بما أنهم أعضاء في العهد، فقد تم افرازهم وتخصيصهم من العالم بدم العهد وانضموا إلى البركات العديدة لشعب الله في العهد (قارن حبقوق 6: 4-9؛ 10: 26-29). إلا أنهم لم يعرفوا الرب حقًا. "الإقرار" بالإيمان لا يعني بالضرورة "امتلاك" الإيمان. لذا، فمن الممكن أن تكون عضوًا في العهد ولا تكون مؤمناً حقيقيًا. انظر "أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ – رومية 9: 13" و"هل خلص إسماعيل؟" أدناه. إلا أن أعضاء العهد هؤلاء نفسهم قد تم تقديسهم، أي تخصيصهم من العالم، بالمسيح من خلال العلاقة العهدية (قارن هذا المبدأ مع 1 كورنثوس 7: 14). "الكفارة المحددة: عمّن مات المسيح؟" و"الكنيسة: المنظورة وغير المنظورة: هل خلص كل من هو في الكنيسة؟" أدناه. نرى شرحًا مشابهًا عندما نناقش سِفْر حَيَاة الْخَرُوف:
إن أسماء المختارين قد كُتبت في سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ من قبل تأسيس العالم (رؤيا 13: 8، 17: 8، قارن مع متى 15: 34) - قبل أن يولدوا بوقت طويل. يجب أن نلاحظ أنه تم اختيار المسيح من أجلهم في نفس الوقت (1 بطرس 1: 20).
لا يمكن أبدًا أن يمحى أسماء المختارين من سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ.
إلا أن سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ يحتوي على ما هو أكثر من مجرد أسماء المختارين. فهو يحتوي أيضًا على بعض من غير المختارين. فهو يحتوي على بعض من أعمال العناية الإلهة، في مقابل من سبق تعيينهم (أفسس 1: 4-5، 11)، والذين يشملون بعض غير المختارين أيضًا. ولأن العناية الإلهية يمكنها أن تتغير، فموقف الفرد أمام الله يمكنه أن يتغير من منظور العناية الإلهية. مما يسمح بأن يتلقى بعض الناس رضى الله لوقت حتى وإن لم يخلصوا (مثال حبقوق 11: 20؛ 12: 16). كما أنه يسمح أيضًا بأن يندمج بعض الأشخاص لوقت بين صفوف المقدسين في الكنيسة، بالرغم من أنهم سيهلكون في النهاية (مثال 1 كورنثوس 7: 14؛ العبرانيين 10: 26-31). انظر "الكنيسة: المنظورة وغير المنظورة: هل كل من هو بالكنيسة مُخلّص؟" و"التعيين السابق والعلم السابق: هل تم تعيين الناس مسبقًا للسماء وللجحيم؟" أدناه.
غير المؤمنين الذين هم في سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ على مر الزمن سيُمحونَ (مزمور 69: 28؛ الرؤيا 3: 5).
إن نظرنا إلى مزمور 69 ككل، نلاحظ الفرق بين طبيعة نوعين من البشر. المختارين هم من يخلصون (مزمور 69: 1)، هم الذين يعرفون عمق فسادهم الكلي نوعًا ما (مزمور 69: 2-3)، والذين هم مكروهون من الذين لا يعرفون الله (مزمور 69: 4)، من يرغبون (رغبة أُعطيت لهم في الميلاد الثاني فقط 1 كورنثوس 2 : 14، رومية 8: 6-8، إلخ) أن يُعرفوا من الله (أي أن تكون لهم علاقة معه) (مزمور 69: 5)، والذين يتحملون الاضطهاد من أجل تلك العلاقة (مزمور 69: 6-12)، والذين يصلون بشكل مستمر من أجل الرحمة، والنعمة، والخلاص (مزمور 69: 13-21، 29، 32-33)، من يكرهون الشر ويؤمنون بكلية سيادة الله في التعامل مع غير المؤمنين، والشر، والخطية (مزمور 69: 22-28)، الشاكرين لله (مزمور 69: 30)، والذين يرغبون في إرضاء الله (مزمور 69: 31)، وينتظرون مجيئه الثاني (مزمور 69: 34-36).
كل ما له قيمة أو حسن في المختارين من الأمور المذكورة أعلاه، هو معطى لهم بالنعمة وحدها من خلال سبق التعيين الإلهي الذي لا يتغير، والاختيار، ودعوتهم للحياة الأبدية (قارن أفسس 1: 4-5، 11، يوحنا 6: 44، 65، رومية 8: 28-30، إلخ).
2- ديسبوتس، أجورازو، والتثنية 32: 6:
الحل الذي يتعلق بهذا الأمر موجود في كلمتين يونانيتين في سياقهما: 1- (أجورازو) و(2) "السيد أو الرب" (ديسبوتس).
أجورازو (أن يشتري، يفتدي، يحصل على، عن طريق دفع فدية أو ثمن) تُستخدم 30 مرة في العهد الجديد. يمكن أن تُستخدم لتشير إلى الشراء بمعنى الفداء (1 كورنثوس 6: 20، 1 كورنثوس 7: 23، الرؤيا 5: 9؛ 14: 3، 4). إلا أنه في الاستخدامات الخمسة وعشرين الأخرى في ترجمة NASB تتم ترجمتها بمعنى دنيوي، أي لتعني شراء شيء مثل حقل (متى 13: 44)، ولؤلؤة (متى 13: 46)، أو طعام (لوقا 9: 13)، (قارن متى 21: 12؛ 25: 9؛ مرقس 15: 46؛ لوقا 22: 36؛ يوحنا 6: 5؛ الرؤيا 13: 17، إلخ). فالعدد الأكثر للاستخدامات في العهد الجديد هي غير فدائية في منظورها.
بالإضافة إلى ذلك، فإنه بالاقتران مع كل من الاستخدامات الفدائية المذكورة "أعلاه" (1 كورنثوس 6: 20، 1 كورنثوس 7: 23، رؤيا 5: 9، 14: 3، 4) يتم استخدام اسم مضاف - "بثمن" أو "بدم". أما 2 بطرس 2: 1 فلا يستخدم مثل هذا الاسم المضاف! يذكر الدكتور جاري لونج Dr. Gary Long في كتاب الكفارة المحددة:
... من بين الثلاثين مرة التي تظهر فيها في العهد الجديد، فإن أجورازو لا تُستخدم أبدًا في سياق الخلاص (إلا إذا كان 2 بطرس 2: 1 استثناءً) بدون المصطلح التقني "ثمن" (في بعض الأحيان: المصطلح التقني لدم المسيح) أو أن يُذكر ما يساويه أو يوضح في السياق (قارن 1 كورنثوس 6: 20، 7: 23، الرؤيا 5: 9، 14: 3، 4).
مع كون هذا الأمر هام، إلا أن استخدام تعبير "السيد" أو "الرب" هو هام أيضًا.
يلمّح بطرس عن قصد إلى التثنية 32: 6 عندما يشير إلى المعلمين الكذبة على أنهم "يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ" التثنية 32: 6 يقول:
ألْرَّبَّ تُكَافِئُونَ بِهذَا يَا شَعْبًا غَبِيًّا غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ، هُوَ عَمِلَكَ وَأَنْشَأَكَ؟
(لاحظ أن بطرس يلمّح أيضًا إلى التثنية 32: 5 في 2 بطرس 2: 13 جاعلاً هذه العلاقة أوضح أيضًا).
إن استخدام كلمة "رب" (سيد) كالشخص الذي "خلق"، "صنع"، و"أسس" هو أمر مهم. كما رأينا من السياق، فإن هذه الكلمة تؤكد على أن الله (أو المسيح) هو الحاكم كلي السيادة على الأرض وهو الشخص الذي يخلق ويؤسس كل الأشياء. تبدو هذه العلاقة أيضًا أنها تتماشى مع حقيقة أن بطرس يشير إلى الشخص الذي تم انكاره على أنه "الرب" (في اليونانية تعني كلمة ديسبوتس "الرب" أو السيد)، وليست "كيريوس" (اليونانية: الرب) والتي نتوقعها إن كان الفداء الروحي بدم المسيح نصب أعيننا.
وبالتالي، فإن هذا التعبير يشير إلى الله (المسيح) الذي يملك كل الناس بشكل عام، ولكنه لا يعني أنه افتدى كل البشر. إذًا فالموضوع هنا لا يتعلّق بالاختيار، أو التجديد، أو الدعوة، أو المثابرة، إلخ، بل هو سيادة الله الكلية الذي هو مالك كل شيء. لا يتناول بطرس مدى الكفارة، ولكنه يقدم توضيحًا (قارن التثنية 32: 5-6) عن السيد كلي السيادة (ديسبوت) والذي اشترى العبيد وبالتالي يطالب بولائهم. يصيغ جرودم الأمر هكذا:
"أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ؟" يرسم بطرس توازيًا بين الأنبياء الكذبة في الماضي الذين ظهروا وسط اليهود وبين المعلمين الكذبة داخل الكنائس التي يكتب إليها... من وقت الخروج وصاعدًا، كان أي يهودي يعتبر نفسه أو تعتبر نفسها أنه قد "اشتراه" الله بالخروج وأنه بالتالي شخص ملك لله شخصيًا... لذا، فإن النص لا يعني أن المسيح قد فدى هؤلاء الأنبياء الكذبة، بل أنهم ببساطة من كانوا يهود متمردين (أو ممن يحضرون الكنيسة في نفس مكانة اليهود المتمردون) والذين هم ملك لله عن حق لأنه اشتراهم من أرض مصر (أو أنه اشترى أجدادهم)، ولكنهم لم يكونوا ممتنين له.
ما تم ذكره هو مجرد نقل أو شرح مختصر لهذا العدد. نقترح دراسة "الفداء في 2 بطرس 2: 1" أدناه والكفارة المحددة (New Covenant Media, 2006) للدكتور جاري لونج. فهو يناقش الحجج المذكورة أعلاه بأكثر تفصيل.
لن يفقد يسوع، راعي الخراف، أي خروف أصيل (يوحنا 10)، ولكن يوجد أيضًا ذئاب وسط الخراف (متى7: 15، أعمال الرسل 20: 29). وبالتعليم المزيف وممارسة الرذيلة (2 بطرس 2: 2، 10، 13-15، 18-19)، فإن هؤلاء المعلمون الكذبة يستمرون في التعامل مع ربوبية المسيح بازدراء وتهكم واستهانة وهم بالتالي يكذبون بشأن إقرار إيمانهم الشخصي المزيف (1 يوحنا 2: 3-6، 19).
الدكتور جوزيف نالي، حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي والدكتوراه في اللاهوت، هو محرر لاهوتيّ في خدمات الألفيّة الثالثة.